الفرق بين أحكام المقاصد والوسائل عند أبي العباس القرافي

نوع المستند : علمية محکمة

المؤلف

المستخلص

الحمد لله الذي نوَّر بالعلم قلوب المؤمنين، وفقَّه من أحبَّ من عباده في الدين، وجعلهم من ورثة الأنبياء والمرسلين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا وقدوتنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد وصف الله تعالى كتابه بالفرقان في معرض الامتنان فقال: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ} [الفرقان: 1]. وليس هذا الوصف خاصًّا بالقرآن الكريم، بل يطلق على كتب أخرى؛ قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ} [الأنبياء: 48]، حتى قال بعض العلماء «الفرقان اسم لكل منزل»( ) ومن أوجه تسميته فرقانًا أنه فرّق بين الحق والباطل، والمؤمن والكافر( )، فلِما للتفريق بين الحق والباطل من التباس وخفاء وغموض لا يستقل العقل والحس والفطرة بإدراكه، ولِـمـا له من أهمية بالغة؛ جاء الوحي ليدرك الإنسان به الفرق بينهما. والغموض والالتباس ليس منحصرًا بين هذه المعاني الكبرى، بل هو حاصل فيما دونها من المعاني، وكذلك في الألفاظ التي تحويها تلك المعاني. ومن هنا؛ فإن إبراز الفرق بين المعاني والألفاظ المتشابهة في الصورة والمختلفة في الحقيقة يعدُّ من اهتمامات جميع العلوم؛ ومن بين هذه العلوم علم أصول الفقه.
وإذا أراد الباحث أن يكتب عن الفروق في هذا العلم؛ فإن أول ما ينقدح في ذهنه: كتب الإمام أبي العباس القرافي (ت684ه) - .

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية