المستخلص : يدور بحث قاعدة (البقين لا يزول بالشك) وتطبيقاتها الفقهية وهذه القاعدة أصل شرعي عظيم، وعليها مدار كثير من الأحكام الفقهية، ويتمثل فيها مظهر من مظاهر اليُسر والرَّأفة في الشريعة الإسلاميةونظرا لأهمية هذه القاعدة في الفقه الإسلامي، فقد أردت عمل هذا البحث الموجز، وقد قسمته إلى تمهيد وستة مطالب على النحو التالي: • تمهيد في معاني مفردات القاعدة • المطلب الأول: ألفاظ وصيغ القاعدة • المطلب الثاني: أدلة قاعدة (اليقين لا يزول بالشك) • المطلب الثالث: أهمية القاعدة وقول العلماء فيها • المطلب الرابع: القواعد الفرعية المندرجة تحت قاعدة (اليقين لا يزول بالشك) • المطلب الخامس: أمثلة وتطبيقات للقاعدة • المطلب السادس: المستثنى من قاعدة (اليقين لا يزول بالشك) خلصت إلى النتائج التالية: 1. أن القواعد الفقهية وأحكامها العامة مبثوثة في نصوص الكتاب والسنة والاجتهاد وفتاوى السلف الصالح ولكنها لم تظهر بشكل قواعد علمية محددة لها صياغة معينة إلا عن طريق التدرج عبر العصور المختلفة، ويعد القرنان السابع والثامن أهم القرون التي خدمت فيها القواعد، وتبلورت بصورتها الأخيرة على يد العز بن عبدالسلام والقرافي والمقري والشاطبي وابن تيمية- رحمهم الله جميعا-. 2. الراجح صحة الاستدلال بالقواعد الفقهية؛ لأن الاستدلال بها هو في الحقيقة استدلال بالأدلة التي استندت إليها؛ فالقواعد الفقهية ليست معاني مفتقرة إلى دليل، بل لا تصح القاعدة إلا بصحة أدلتها. 3. قاعدة: (اليقين لا يزول بالشك) من أوسع القواعد الشرعية؛ إذ تدخل في جميع أبواب الفقه، والمسائل المخرجة عليها قد تبلغ ثلاثة أرباع الفقه أو أكثر- كما قال بعض العلماء- ولذا تعد إحدى القواعد الفقهية الكلية الخمس التي تتفرع عنها، وترد إليها أكثر القواعد الفقهية على تنوعها.