وقد وفقني الله تعالى لهذا المخطوط الذي هو شرح لكتاب من أهم كتب العقيدة الأشعرية للمتأخرين من الأشاعرة وهو كتاب" طوالع الأنوار " للقاضي البيضاوي رحمه الله، وهذا الكتاب ذاع صيته ووضع له القبول والانتشار وسعى في شرحه عشرات العلماء، وهذا المخطوط الذي هو محل التحقيق شرح لكتاب" طوالع الأنوار"للشارح الشيخ- ابن شيخ العوينة، والذي يعد عالما كبيرا من علماء المسلمين في عصره جمع بين علم أصول الدين وأصول الفقه وعلم العربية والفقه الشافعي في الفروع، والجمع بين هذه العلوم يعرف بقدر الشارح ويستدعي الثقة فيه. وإن علم تحقيق المخطوطات العربية هو من أهم العلوم الصناعية الخادمة والسابقة للعلوم النظرية، فعلم تحقيق المخطوطات هو صنعة يهبها الله تعالى لمن يوفقه من عباده، فيخرج الكتاب من حيز المخطوط ومن أدراج النسيان والإهمال والفقد، إلى حيز النور ويضعه أمام العلماء ليشرحوه ويفيدوا منه ويستفيدوا، فكيف نعرف آراء العلماء السابقين إن نحن لم تصلنا كتبهم، وكيف لنا أن تصلنا كتبهم ولم تخرج مخطوطاتهم إلى النور وتحقق تحقيقا علميا موثوقا ثم تطبع ؟ ومن ثم فبعد طلب المعونة من الله ومشاورة أساتذتى اخترت مخطوطا من التراث العربى الإسلامي لتحقيقه ودراسته، فكان التوفيق من الله لمخطوط " " شرح الطوالع في أصول الدين" للقاضي البيضاوي ت:685هـ للشارح ابن شيخ العوينة ت: 755هـ.. ومؤلف هذا المتن المشروح هو: القاضي عبد الله بن عمر بن محمد بن علي الشيرازي البيضاوي الشافعي ، أبو سعيد، ناصر الدين، النحوي المفسر المتكلم. ترجم له عديد من أصحاب التراجم من أصحاب طبقات الشافعية وغيرهم. ومن مصنفاته: من مصنفاته: "أنوار التنزيل وأسرار التأويل" يعرف بتفسير