-انشطار الذات وثنائيات التحول في شعر كثير عزة

نوع المستند : علمية محکمة

المؤلف

المستخلص

يقف هذا البحث على شعر كثير عزة مستنبطًا صور الذات الشاعرة وتحولاتها بين الانكسار والصمود والحضور والغياب، فقد شهدت الذات انكسارات عدة أسهمت في انشطارها وتحولها، وفي المقابل بدت عليها ملامح الصمود على الرغم من جفاء وتصدي الآخر/ الحبيبة غير أنها صامدة ومعتزة بنفسها وبأخلاقها الحميدة؛ كما أن الشاعر لجأ إلى التشبيه التمثيلي بوصفه أداةً فنية تساعد المتلقي في معرفة صورة الذات؛ وقد كشف الانشطار عن اضطراب الذات الشاعرة وارتباكها وحالتها النفسية السيئة ومعاناتها وانكسارها، فهو متأرجح العواطف؛ تارة صامد متمسك بالعهود وتارة أُخرى ينقضها، وإن شعرية الذَّات والتَّشظي؛ شعريّة تَقوم على أسئلة تتمحور حول الذات الشّاعرة، وتَمسّ ما تطرحُه من تساؤلات قَلِقَة تكشف عُمق التَّحول الذي تَعيشه، وغُربتها في الزّمان والمكان والكلمة والتجربة ككل، وهو ما يجعل شِعْرَ الذَّات يعيش تفاوتًا في الإبداع وتباينًا على مستوى الرؤيا، وتشَظيًّا وانشطارًا على مستوى الشُّعور.
إن ثنائية الحضور والغياب في شعر كُثير عزة أسهمت في انشطار الذات وانقسامها على نفسها بفعل فراق المحبوبة وعدم اللقاء، وفي الوقت نفسه مثّل حضور المحبوبة جانبًا إيجابيًّا مهمًا في نفسية الشاعر، فالذات تكون مطمئنة هادئة سليمة، ويصبح حضورها دواءً لكُلِّ داءٍ، وإن كثير عزة عبّر للمتلقي شدة ولعه وعشقه واشتياقه لعزة، فهي دائمًا حاضرة في قلبه وروحه، وقد استدعى الشاعر عناصر الطبيعة لتشاركه همومه وأحزانه وتقلباته النفسية بوصفها معادلًا موضوعيًّا ورمزًا دالًا على معاناة الذات وانكسارها تجاه العوامل المؤثرة في بُعد الذات المحبوبة عنه، فبفعل الفراق تحولت الذات من ذات محبة للحياة إلى ذات تعيسة حزينة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية