موقف ابن تيمية من أبي البركات ابن ملكا دراسة عقدية

نوع المستند : علمية محکمة

المؤلف

المستخلص

الحمد لله الذي جعل لهذا الدين عدولاً يجددون ما انْدَرَس منه، ويبينون ما التبس فيه، يهدون من ضل إلى الهدى، فيكشفون الحقائق ويمحصون الدقائق، ويظهرون عوار أهل الباطل بالحق المستقيم والنور المبين، والصلاة والسلام على من بعث هادياً ومبشراً ونذيراً. أما بعد:
فإن رفع الالتباس وإزاحة الاشتباه من أجلى مظاهر الدفاع الذي تكفل الله به عن الذين آمنوا في قوله سبحانه: (ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰋ) [الحج:38]. ولا ريب أن الدفاع عن أهل الحق دفاع عن الحق نفسه، وهو من مظاهر العدل الذي قامت به السموات والأرض.
وقد كان أهل الزيغ ولا يزالون يصدون عن الحق بتشويهه تارة، ووضع الالتباس في طريقه تارة، وتشويه حملته وجنوده تارة أخرى. وهو سنة كونية منذ خلق الله تعالى أبينا آدم عليه السلام حتى قيام الساعة.
ولا ريب كذلك أن طريق الحق لم يزل محفوف بالمكدرات والمنغصات والعقبات الثقيلة التبعة، فقد (تعب فيه آدم، وناح لأجله نوح، ورُمي في النار الخليل، وأُضجع للذبح إسماعيل، وبيع يوسف بثمن بخس، ولبث في السجن بضع سنين، ونُشر بالمنشار زكريا، وذبح السيد الحصور يحيى، وقاسى الضرَّ أيوب، وزاد على المقدار بكاءُ داود، وسار مع الوحش عيسى، وعالج الفقر وأنواع الأذى محمد صلى الله عليه وسلم) .

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية