التصوف وموقف السلفيين والحداثيين من الصوفية

نوع المستند : علمية محکمة

المؤلف

كلية دار العلوم جامعة المنيا

المستخلص

يعد التصوف تجربة روحية فهو في الأساس تربية عالية للنفوس ورياضة لها، يقوم على غرس الفضائل والأخلاق الحسنة، واقتلاع الرذائل، وقمع الشهوات وتهذيبها، كما أنه تدريبٌ على الصبر والرضا والطاعات، وهو أيضا عبارة عن مجاهدة النفوس، ومكابدة نزعاتها، ومحاسباتها محاسبة دقيقة على أعمالها، وحفظٌ للقلوب عن طوارق الغَفَلات وهواجس الـخطرات، وانقطاعٌ عمَّا يعوق السالك في سَيْرِه إلى الله عزَّ وجلَّ، وزهادةٌ في كل ما يُلْهي عن ذكر الله تعالى ويَعْلَقُ بالقلوب سواه؛ إنَّه علمٌ وحِكمة، وتبصرةٌ وهداية، وتربيةٌ وتهذيب، وعلاجٌ ووقاية، وتقوى واستقامة، وصبرٌ وجهاد، وفرارٌ من فتنة الدُّنيا وزينتها وابتعاد عن معاصيها وزخارفها.
وهذا المنهج يستمد أصوله وفروعه من القرآن الكريم والسنة النبوية، واجتهاد العلماء فيما لم يرد فيه نص، فهو علم كعلم الفقه له مذاهبه ومدارسه ومجتهديه وأئمته الذين شيدوا أركانه وقواعده - كغيره من العلوم - جيلًا بعد جيل حتى جعلوه علما سموه بـ علم التصوف، وعلم التزكية، وعلم الأخلاق، وعلم السلوك، أو علم السالكين إلى الله، فألفوا فيه الكتب الكثيرة بينوا فيها أصوله وفروعه وقواعده.
وفي العصور المتأخرة حدث خلط بين مفهوم التصوف بصفائه وبين التصوف الفلسفي الذي أدخل العقل في مشكلات ومعضلات كان في غني عنها، مما أحدث مواقف متعددة تجاه التصوف والصوفية، وكان أشد تلك المواقف وأكثرها جدًا موقف السلفية أو السلفيين، وموقف الحداثة أو الحداثيين.
وفي هذا الباب سنتناول ماهية التصوف وأسباب نشأته وتطوره، وموقف السلفيين والحداثيين من التصوف.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية