آليات التناص بين مقامات الحريري والسرقسطي

نوع المستند : علمية محکمة

المؤلف

دار العلوم، المنيا، الدراسات الأدبية

المستخلص

يحاول البحث دراسة آليات التناص وتفاعلها في نصوص المقامات بين الحريري والسرقسطي، وأنَّ التفاعل النصي بين مقامات الحريري والسرقسطي عمل في هذا الاتجاه، وهو التفاعل الخارجي، واعتمد على مجموعة من الآليات التي شكلت من خلالها هذا التناص والتفاعل، فقد لعبت آلية التشويش بكونها أسلوبًا في الكتابة ، يعمل فيه الكاتب على استلهام فقرة من نص ما يحدث عليها تغييرًا مقصودًا فيحدث فيها خلخلة، إما بتقبيحه أو عن طريق الدعابة أو التخيل، وشكلت عنصرًا هامًا في رصد تشكلات التناص.
وقد أمكن القول بأن التناص الخارجي، يتمثل في ثقافة الكاتب التي تأتي إليه في أي نطاق زمنى أو مكاني، وفي الدور الذي يلعبه الكاتب ويتكيف بأخذه، ويتزود منه، وذلك من خلال تشكيل صورة له ولكن مع صبغة بطابع جديد ، ومعنى هذا أن التناص إن يكن داخليًّا أو خارجيًّا، فإنه من المبتذل أن يقال في الأول: إنَّ الشاعر أو الكاتب يمتص آثاره السابقة َ أو يعيد كتابتها أو يحاورها ويتجاوزها، كما أنه من المبتذل أن يقال: إنه يمتص آثار الآخرين أو يعيد كتابتها أو يحاورها أو يجاوزها، بل يجب موضعة نصه أو نصوصه مكانيًّا في خريطة الثقافة التي ينتمي إليها" .
وقد عملت آلية التشويش في مقامات الحريري والسرقسطي وجاءت متنوعة يحكمهـا التـرابط والتـداخل والتفاعل، كما ورد في المقامة الكوفية، يقول الحريري في وصف الشعر:" فإنْ يكُنْ أفَلَ قمَرُ الشِّعْرَى فقدْ طلَعَ قمَرُ الشِّعْرِ. فإن هذا النص المحدد في وصف الشعر، قد استوعب بداخله عددًا غير محدود من النصوص الأخرى التي تتقاطع معه، فإنَّ السرقسطي أقام عملية تفكيك لنص الحريري السابق، وأعاد تركيبه.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية