الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد؛ فهذا بحث يتعلق بأثر عقيدة أهل السنة والجماعة في وحدة الأمة، باعتبار أن الوحدة ضرورة لازمة لا تقوم حضارة إلا بها، وأن اجتماع السلف على عقيدة واحدة كان من أهم مقومات وحدتهم. وقد اشتمل هذا البحث على مقدمة وتمهيد، ثم خمسة مباحث، تلا ذلك عدد من النتائج والتوصيات؛ حيث بدأ البحث بتمهيد يتناول التعريف بأهل السنة، وخصائصهم، ومفهوم وحدة الأمة، ثم ابتدأ مباحثه الخمسة ببيان أثر وحدة مصادر التلقي -القرآن والسنة- في تحقيق وحدة الأمة، وكذا أثر وحدة المعتقد في وحدة الأمة في مبحثين، ثم بين في المبحث الثالث ضابط الاختلاف المؤثر في وحدة الأمة، فليس كل اختلاف يستدعي الفرقة، ثم في المبحث الرابع وضح البحث منهج أهل السنة في التعامل مع الفرق، وطريقتهم في بيان الحق للمخالف، لما لذلك من أهمية في دعوة المخالفين ولم شمل الأمة، ثم في المبحث الخامس ختمت الدراسة ببيان آثار الافتراق على الفرد والأمة؛ لأن معرفة خطورة الداء من أهم أسباب السلامة منه، ولعل من أهم ما ذكره البحث من النتائج: التأكيد على أهمية وحدة المصادر ثم وحدة المعتقد؛ فإنها لا تتم وحدة إلا بوحدة مصادر التلقي، التي تعد سببًا رئيسًا في وحدة الاعتقاد، وقد أوصى الباحث بضرورة الاهتمام بعقيدة أهل السنة- علمًا وتعليمًا، فهي الأساس المتين الذي تبنى عليه وحدة الأمة، وهي ضمان لسلامتها من الافتراق، كما أوصى بضرورة وضع الخطط والمناهج لدعوة الفرق المخالفة لأهل السنة إلى الحق لتجتمع الأمة على كلمة سواء. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.