التفسير الإشاري عند ابن عربي

نوع المستند : علمية محکمة

المؤلف

كلية دار العلوم جامعة المنيا

المستخلص

سنتناول في هذا البحث التعريف بالتفسير الإشاري حسب ما اصطلح عليه أهل العلم وأهل البحث والنظر محاولين الوصول إلى العناصر الواجب توفرها في هذا التفسير حتى يجوز لنا أن نطلق عليه بأنه تفسير إشاري .
فالتفسير الإشاري : هو تأويل آيات القرآن الكريم على خلاف ما يظهر منها بمقتضى إشارات خفية تظهر لأرباب السلوك ، ويمكن التطبيق بينهما وبين الظواهر المرادة. هذا ما ذهب إليه الأستاذ الذهبي رحمه الله في كتابه "التفسير والمفسرون" بينما يذهب الأستاذ محسن عبد الحميد إلى أن هذا التأويل الإشاري: "عبارة عما ينقدح في ذهن صاحبه وهو في حالة الإستغراق والوجد والرياضة الروحية لإدراك أمور لطيفة" ويلاحظ من كلام كلا الأستاذين ما يلي :
أولاً : أن التفسير الإشاري مرده إلى التأويل الذي هو صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنى آخر ولكن هذا المعنى محتمل يمكن التطبيق بينه وبين الظواهر المرادة بدليل يعضده، فكلا الأستاذين ردّ التفسير الإشاري إلى التأويل الذي معناه كما يقول الجرجاني هو : صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنى يحتمله إذا كان المحتمل الذي يراه موافقا للكتاب والسنة مثل قوله تعالى : يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّت . إن أراد به إخراج الطير من البيضة كان تفسيرا، وإن أراد به إخراج المؤمن من الكافر أو العلم من الجاهل كان تأويلا
ولا ريب في أن علم التفسير من أشرف وأجل العلوم لتعلقه المباشر بكتاب الله تعالي ،ولقد عرف العلماء لهذا العلم قدر منزلته فاعتنوا به كثيرًا ، فقاموا بجمعه وتوثيقه ، وجاهدوا تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ،وتأويل الجاهلين ،

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية