السياسة الإعلامية بالمملكة العربية السعودية في ضوء الشريعة الإسلامية

يتناول هذا البحث دراسة تأصيلية تحليلية لموضوع بالغ الأهمية، وهو تأثير الشريعة الإسلامية في توجيه السياسة الإعلامية في المملكة العربية السعودية. وقد جاءت هذه الدراسة لتُسلّط الضوء على المرتكزات العقدية والقيمية التي تقوم عليها السياسة الإعلامية السعودية، وتُبرز كيف تمكّنت المملكة من بناء منظومة إعلامية تستند إلى مبادئ الشريعة، وتتكامل في الوقت ذاته مع متطلبات العصر.
وقد اعتمد في هذه الدراسة على المنهج التحليلي التأصيلي، من خلال تتبع الأسس الشرعية التي شكلت بنية السياسة الإعلامية، واستقراء ممارسات الدولة الإعلامية منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز – رحمه الله – حتى عهدنا الحاضر، مع التركيز على مواد السياسة الإعلامية الرسمية التي أقرتها الدولة، ودورها في صيانة العقيدة، والحفاظ على الهوية الوطنية، وحماية القيم الاجتماعية.
تناولت الدراسة أربعة مباحث رئيسة، شملت: عرضًا تاريخيًا للسياسة الإعلامية السعودية، وبيان التوجهات الرسمية، ثم تحليلًا لمواد السياسة الإعلامية في ضوء مقاصد الشريعة، وأخيرًا تسليط الضوء على التحولات التي أحدثتها رؤية المملكة 2030 في البنية الإعلامية، مع التأكيد على تكامل الرؤية مع ثوابت الشريعة.
وتوصلت الدراسة إلى أن الشريعة الإسلامية تمثل المرجعية العليا للسياسة الإعلامية السعودية، وأن هذه السياسة تمكّنت من التوفيق بين الأصالة والمعاصرة، وضبط الانفتاح الإعلامي بمنظومة من الضوابط الأخلاقية والشرعية. كما أوصت الدراسة بأهمية مواصلة مراجعة السياسات الإعلامية بما يضمن مواكبتها للتطورات التقنية، دون التفريط في الثوابت الدينية والوطنية، مع تعزيز الخطاب الإعلامي المعتدل، وتأهيل الكوادر الوطنية لتكون قادرة على حمل رسالة الدولة بوعي واحترافية.